ما الذي يجعل الفرد منا، في لحظة إعجاب بمصنوع تقليدي، يُحجم عن استعماله للغرض الذي صنع من أجله، وهكذا عوض أن يفرش سجاداً على الأرض، يعلقه على الحائط، وعوض أن يُضيف طبقاً إلى باقي أثاث المطبخ يعلقه على حائط صالون أو بهو المنزل؟ ثم ما الذي يجعل المسافة الفاصلة بين المصنوع التقليدي والعمل الفني تضيق لتُغرق الفرد منا في حيرة تجعله ينقل منتوجا تقليدياً مصنوعا من قبل حرفيين يدويين للاستعمال اليومي، إلى مرتبة تحفة توضع إلى جانب أعمال فنية، تم الاشتغال عليها في الأصل لغايات فنية خالصة، ومن طرف فنانين، مهنة واختصاصاً؟ ثم هل علينا، حين ننقل العمل المصنوع تقليدياً إلى حقل الفن والإبداع الخالص، أن نسمي الصانع التقليدي فناناً، يجاور اسمه أسماء الرسامين والنحاتين المعروفين والمشهورين بأعمالهم وتخصصهم الفني؟
الواقع أنه صار من الصعب حصر لائحة المنتوجات المرتبطة بمجال الصناعة التقليدية بعيداً عن التوظيفات الفنية، خصوصاً حين ترتبط بمستوى معين من الإبداع، الذي قد يكون سكن مخيلة الصانع التقليدي، في ما يقدم في البداية على أساس أنه من صميم الصناعة التقليدية، أو أن يتم ذلك على أساس تأويل شخصي للواحد منا.